الثلاثاء، مايو 19، 2009

(الكنز المفقود) بقلم/الداعيه الشيخ داود صالح شرقان

بسم الله الرحمن الرحيم
كنز مفقود
من أجله يسافرون، وللحصول عليه يغتربون، وللوصول إليه يتسابقون، ولنيله يتنافسون.
فيا ترى ما هو؟
أيكمن في الأموال الطائلة؟ أم في السيارات الفارهة؟ أم المناصب المنيفة؟
أم الأنساب الشريفة؟
والجواب لا، فما هو إذاً؟
إنه الكنز المفقود، والعقد الفريد، واللؤلؤة المضيئة، والجوهرة المكنونة!
فهل عرفت مكانه، وأدركت زمانه، وحددت مظانه؟
نعم! هو مطلب البشر، ومقصد الناس، وغاية العالمين.
هو الكنز: الذي بحث عنه الأغنياء، وسأل عنه الأثرياء، ونقب عن مظانه
الأقوياء، ووجده الأنبياء.
فهل عرفت ما هو؟
نعم إنه ........ كنز ........

.............. السعادة........
وما أدراك ما السعادة؟
الكل يبحث عنها.
الجميع يريدها.
ظنها فرعون في ملكه.
وهامان في وزارته.
وقارون في تجارته.
و أبو جهل في عناده.
وأبو لهب في كبره وطغيانه.
فلم يجدوها، ووجدها سيد الخلق وأكرم الرسل في:
غار حراء!
وشعب أبي طالب!
وخيمة أم معبد!
وعلى ظهر ناقته القصواء!
وفي خبز الشعير!
والأسودان التمر والماء!
وعلى الحصير الذي أثر في جنبه!
لأن السعادة تكمن في ثلاث:
انشراح صدر
اطمئنان قلب
هدوء بال!
فإذا كانت هذه هي السعادة فما مكوناتها؟
مكوناتها ثلاث:
لسان ذاكر
وقلب شاكر
وجسم صابر
وإذا كانت هذه مكوناتها فما مقوماتها؟
مقوماتها ثلاث:
أمن في سرب
عافية في جسد
قوت اليوم والليلة
قال النبي - صلى الله عليه وسلم- (( من بات آمناً في سربه، معافىً في
جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
وإذا كانت هذه مقوماتها فياترى ماهي أسبابها:
أسبابها:
الإيمان: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً}
المرأة الصالحة: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}
البيت الواسع: ولذا كان - صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يدعو ربه بقوله:
((اللهم وسع لي في داري)).
الجار الصالح: ولذا تعوذ النبي منه فقال: (( اللهم إني أعوذ بك من جار
السوء فإن جار البادية يتحول)).
المركب الهنيء: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- ((أربع من السعادة
وذكر هولاء..))
فهل وجدتم كنزاً مثل هذا الكنز المفقود من حياتنا؟.
والحمد لله أولاً وآخراً.
بقلم الفقير إلى عفو ربه/ داود صالح شرقان.

0 التعليقات: