الأربعاء، أكتوبر 19، 2011

قصة بطل من الامن المركزي قتله البلاطجة بالقاع لدفاعه عن المتظاهرين أحداث دامية شهدتها المظاهرات السلمية وصور إنسانية تجلت أثناء الاعتداء عليها

أحداث دامية شهدتها المظاهرات السلمية وصور إنسانية تجلت أثناء الاعتداء عليها
19/10/2011
البيضاء نيوز-نيوزيمن -رصد،عمر العمقي

في الوقت الذي كان مئات الآلاف يشقون طريقهم في مظاهرة شبابية أمس في
شارع العدل.. استوقفتهم إحدى سرايا الجيش في تقاطع شارع العدل مع شارع
تونس، بغية تعديل مسارهم الذي كان يفترض أن يمروا من جوار وزارة الأوقاف
والقيادة العامة للقوات المسلحة.. غير أن إصرار الشباب على مضيهم جعل ذلك
الأفراد والجنود عن أسلوبهم المناهض إلى أسلوب آخر، أكثر استعطافاً
واستجداءً، حيث عمد عدد من الضباط لخلع رتبهم العسكرية من فوقهم، مخاطبين
الشباب: "هذا جاه الشرف عندكم، غيروا مسيرتكم"، ولما رأى الشباب ذلك
الموقف الذي استفز فيهم أخلاقهم السامية، عمد الشباب إلى تغيير المسرة
وهذا الحدث ليس بغريب على شباب أمتلئ قلبه أخلاقاً وتواضعاً في حين
أدركوا أن إخوانهم الجنود كانوا يؤدون واجبهم ليس إلا..
وأيضاً لما رأى الشباب من تعامل إخوانهم الضباط والجنود بكل احترام،
فيرما رأى البعض الموقف الأخلاقي من قبل الشباب كان بمثابة رسالة
لإخوانهم الجنود أنهم حريصون على سلامة ثورتهم وتعد دعوة لإخوانهم ممن
تبقى في الجيش للانضمام معهم لأخذ حقوقهم ومصالحهم المشتركة التي سلبها
هذا النظام طوال فترة حكمة.

• مواقف شجاعة:
يبدو أن تلك الطحالب كانت تخشى من اعتراض مقدمة المسيرة لقناعتها بأن
الشجعان هم في صفوفها الأولى فتركتهم.
يمضون نحو خارطة طريقهم، لكنها تجهل بأن الإيمان الصلب لدى الثوار
بأهداف ثورتهم يعترى أفئدتهم واحداً تلو الأخر، وأن ذلك لا يقلل من أن
تكون في مطلع المسيرة أو نهايتها فلا شتان بينهما، وإنما شتان بين من
التحق بالثورة وبين من عاداها.
كان شباب الثورة صبيحة أمس على موعد مع بلاطجة جدد، لم يسبق لهم معرفة
ما هو شكل الورد وما هو لونه وماذا يعنى؟!.
لم يصرخ أحد في وجه الثوار بأن التتار قادمون ولكن شباب التغيير شعروا
بذلك بعد أن انتهى كل شيء.
بالأمس لم تكن الأعيرة النارية وحدها من اخترقت أجساد الثوار، ولم يكن
من اعتقد بأنهم أشباه الرجال من قذف بالقنابل الغازية، ولم تكن أنات
الجرحى من رصاصات استقرت بكيانهم المنهك، ولم تكن وحدها الزنارين من ضمت
المختطفين، ولم يكن الشباب وحدهم هم ضحايا مجزرة القاع.
فعصابة صالح اختير أعضاؤها بإتقان فائق لينتقموا من الشباب الذي خرجوا
مطالبين بحقوقهم المشروعة..
ببشاعة وإجرام وحشي تعرض عمار وسعد وصلاح وغيرهم من جرحى الرصاص الحي
للضرب بالفؤوس والركل بالأقدام.
لم تبالي تلك الطحالب البشرية لأوجاع عمار من الرصاصة المخترقة لفخذه
الأيمن، فهرعوا تباعاً لركله في موضع ألمه: (( بصعوبة أنقذنا عمار من بين
أقدامهم ))، قالها محمد غالب. الاعتداءات الوحشية على من تمت محاصرتهم في
شارع التوفيق، دفعت الكثير للبحث عن ممرات وأروقة للالتحاق بالمسيرة التي
كانت تمضى خطاها قدماً.
ومع ذلك تعرض العشرات من شباب المسيرة للاختطاف والاعتقال القسري، ولم
تكن زنازين شرطة (......) بالقاع وحدها من اقتيد إليها المختطفون، فمنازل
ثلة من سكان حي القاع المواليين لصالح، كانت قبلة للخاطفين، الذين لم
يكتفوا باختطاف من لم يتعرضوا للإصابات، فقاموا باختطاف جثامين ستة شهداء
وعشرات الجرحى بتفاوت إصاباتهم، وليس ذلك فحسب، فقد قام حثالة على صالح
باختطاف خمس من شابات الثورة بينهم جريحتين إحداهن إصابتها خطرة.
مفارقة ساخرة يدلي بها الزميل معتصم عبد السلام: (( صباح يوم الأحد ـ
أفرج المحتل الإسرائيلي عن 400 من المتعقلين الفلسطينيين, فيما العصابة
المغتصبة للحكم باليمن تعتقل في القاع 400 من الشباب المتظاهر )).
في خضم ذلك سعى محمد على المشاني لفك الحصار الخانق على شباب المسيرة
السلمية: (( يا شباب تعالوا بعدي )) فيلحق بعد المشاني ما يزيد عن مائة
من الشباب، ويستعصي على البقية فعل ذلك، يتقدم المشاني ومن خلفه الشباب
نحو تلك الأروقة الضيقة في حي القاع.
(( أوه... هنا بلاطجة )) فيتوقف الشباب لبرهة ومن ثم يلحقون به زنقة زنقة.
تنهمر عليهم الرصاصات من أسطح المنازل، فيمضون دونما إدراكاً بالمصير
الذي سيؤولون إليه.
(( أخيراً خرجنا )) ويلتفت المشولي لمن خلفه فإذا هم بعدد الأصابع، ((
خلاص يا شباب أنتم الحقوا بالمسيرة وأنا أترجع أبحث عن البقية. )) قالها
بصوت عال.
في تلك الأثناء يفتح أحد أصحاب الأفران باب محله للشباب: (( تعالوا
تخبوا لكم هنا من البلاطجة ليختطفونكم ))، فتلتصق الأكتاف على بعضها
البعض بداخلة؟.
وعند الظهيرة لم تتوقف بعد أصوات الأعيرة النارية و ولا يزال هناك
العديد من الشباب محاصر، وفي ذات اللحظة كان الإعلامي عمار البحري
منهمكاً في توثيق تلك الجرائم البشعة التي يستبرئ على تصوير كل ما يحدث
أمام عدسته.
أصوات النار تصدر من أحد الأزقة المجاورة، (( يا الله عاد الشباب دخولا
من هناك )) قالها بصوت مسموع ليجري بعدها نحو مصدر الصوت، يصوب بعدسته
نحو تلك الدماء والأشلاء الطاهرة وفجأة: ((بتصوير يا طرطور أدي الكاميراً
أو أقتلك))، قالها بلطجي ويده على الزناد.
يضيف أخر وقد وضع بندقيته بين مقلتي عمار البحري: ((صورتك تشتي تموت..
أدي الكاميرا)) قالها بصوت جهوري، يمد الثالث يده فيأخذها عنه، فيقوم
الأول بوكزة بالبندقية فيما الثاني يطلق النار في الهواء لإرعابه.
لم يكن البحري وحده من تعرض للنهب والسلب ولكنه أكثرهم خسارة على ما
يبدو فقيمة الكاميرا السوني هي 1000 دولار، لكنها هينة في نظره أمام تلك
الدماء الغالية التي انهمرت على تراب وطننا الحبيب.
عملية السرقة بالإكراه تعرض لها العديد من شباب التغيير، حيث قام بلاطجة
قاع اليهود بنهب دراجة نارية كانت تتولى إسعاف أحد الجرحى، حيث قام
السائق بنقل الجريح على متن ظهره دونما أسف لما تعرض له كما تعرض أخر
لسرقة كل ما لديه من مال البالغة 30.000 ألف ريال.
المجزرة التي تولى قيادتها ميدانياً أحد أقارب الرئيس عمد على تجميع
البلاطجة وتوزيع الأسلحة عليهم، لم تتوقف بشاعتها عند جريمة بحد ذاتها،
فهناك من تعرض من المختطفين للإعدام بالرصاص المخترق لصدره، فيما شاهد
العيان أغمي عليه فور توجيه القاتل وهو أحد مجندي الأمن المركزي للبندقية
نحوه.
في خصم ذلك كانت مقدمة المسيرة قد شقت طريقها نحو شارع العرشي، بعد أن
اجتازت نيران البلاطجة المتمركزين في حديقة الشهيد العلفي الذي كان أحد
قادة الثورة السبتمبرية.
حينها كانت الثائرة ندي محمد ابنة العشرين ربيعاً تصر على البقاء مع
شباب التغيير حتى يتم فك الحصار على رفقاء نضالها.
تتلقى – الدارسة في كلية الصيدلة- التهديدات من أحد البلاطجة بالانصراف
لكي يمارس هوايته ((مش حالي تموتي ما بش سخى فيش يا بنت الناس)) قالها
بنبرة تهديدية، لكنها لم تلق له بال.
لحظات ويشتد القصف على المسيرة ويقوم أحد أفراد الأمن المركزي بإطلاق
النار من سلاحه الرشاش، يقترب منها بعض الشباب لحمايتها والالتفاف حولها
وحول رفيقتها شروق ومنار ومنى.
يقترح أحدهم بأن تعود ندى ورفيقتها إلى الساحة ويؤيد آخر ذلك "((ما بش
فرق بيننا وبينكم، الشباب بلا سلاح وإحنا مثلهم سلميين، معاهم أيادي
وأرجل.
وإحنا كذلك، أنا أقدر خوفكم علينا، لكني أرجوكم تخلوني أشارك معكم))،
تقولها ندى وتخرج مع صديقها من الحاجز البشري الذي التف حولهن.
في حين تخرج شروق عن صمتها قائلة: ((المرأة شقيقة الرجل ونحن لن نتراجع
ولسنا أقل من الشهيدة الغالية عزيزة عثمان)).
يزداد الوضع صعوبة وترتفع أصوات الثوار بالشعارات الحماسية وتتخذ ندى من
الصف الأول مكاناً لها وبجوارها وقفت الأخريات.
سألت منار فأجابات: ((نحن كذلك نريد أن نقدم أرواحنا لأجل الوطن، وليس
الشباب وحدهم من يتحمل ذلك))
يشتد الحصار أكثر على الشباب العالقين في أروقة حي القاع، ويكثف
البلاطجة من إطلاق الأعيرة النارية عليهم.
تتقدم ندى إلى قبالة أحد الجنوب المتمترسين فوق كومة من التراب فيوجه
سلاحه الرشاش باتجاهه، لكنها لا تبالي، وتهتف يا للعار يا للعار،, سلمية
تضرب بالنار ))
ترتفع الأصوات من ورائها، يهم الثوار بالولوج إلى تلك الأروقة الضيقة
الواقعة تحديداً في الجهة اليسرى من بداية شارع العرشي، بهدف إنقاذ
أخوانهم لكن البلاطجة يصبون النيران باتجاههم.
حينها يقفز أحد جنود الأمن المركزي من مترسه، ويخرج عن صمته ويقف أمام
شباب التغيير ويصوب نيرانه عالياً من فوق رؤوس زملائه الجنود.
وذلك حتى يخرج الشباب المحاصرون، وفجأة تخترق عشرات الرصاصات جسد هذا البطل الفذ.
لقد قام البلاطجة بقتله بصورة بشعة، فوجه الشباب تحياتهم لهذا البطل
وهتفوا له: حيا به.. حيا به، ونرمي عليه القبلات، فقاموا بقتله من الخلف
برصاص كثيف أو كما يقال باللهجة الدارجة ((الدم حقه خرج من جسده مثلما
تشن المشن)).
ما كان لنا أن نستوعب تلك الجريمة التي اقشعرت لها أبداننا، فكان الصدمة
والذهول تعترينا من هول ما حدث.
لبضع ثوان خيم الصوت على المكان، ثم انهمرت القنابل الغازية على شباب
التغيير فيعقبها مصفحات رش المياه.
ندى كادت أن تختنق من ذلك الغاز السام، فيهرع إليها الشباب بالكمامات
والخل ويتم تشجيعها على المضي نحو الساحة.
بضعة أمتار تخطوها ندى ومنار، فيعتريهما إرهاق شديد، فيضطران للجلوس فوق
الرصيف فتقترب منها مصفحات رش المتظاهرين، وحينها تصل سيارة الإسعاف
فيهرع الشباب إلى الممرضات ليقمن بمساعدتها ونقلها إلى المستشفي
الميداني.

http://albaidanews.com/news.php?action=view&id=4281

0 التعليقات: