_إلى كل من واجهته عراقيل أو صعوبات في مسيرة الحياة فتخلف عن الركب _إلى
كل من ساورته أوهام أو شكوك فوقف حائرا خائفا أمامها _إلى كل من حزم
حقائبه راحلا عن الواقع إلى عالم الخيال والعدم _إلى كل من أوجس بنفسه
خيفة من مطوي في الأقدار _إلى كل من وقف مترددا في ميدان المعركة ! هل
يدخلها ؟ أم يولي هاربا مهزوما. أقول له (تقدم ولا تكن جبانا ) _ما هو
الجبن ؟؟ ؟ الجبن : لا يقتصر تعريفه عما يعرفه البعض عنه وهو أنه الهروب
يوم يحمى الوطيس ولا الإنسحاب من قلب المعركة ، ولا الفرار من حرب ضروس
___ أي نعم ذلك نوع من أنواعه الكثيرة _ولكن تعريفه لا يقتصر على ذلك
فحسب ولكنه حسب تعريفي أو حسب ما أعرفه عنه أنه : الشعور بالخوف من كل
شيء وهو حليف الهزيمة دائما في جميع ميادين الحياة بانواعها المختلفه
ولخطره على الفرد فقد تعوذ منه سيد البشرية الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم وقال :(اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من أن أرد إلى
أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من فتنة القبر)رواه البخاري
_الجبن :هو ذلك العدو اللدود الذي يجعل منك قطعة جماد في عالم الحي هو
ذلك العدو اللدود الذي يجعل منك قطعة جماد في عالم الحي ، وإذا ما أصبحت
جمادا فأنت في حكم الميت ، ولن تستطيع أن تحرك ساكنا أينما اتجهت . قد
يضيع منك حقك في أي لحظة ، وعندما أقول حقك فأنا أعني الكلمه بما تحمله
من معنى وما تعنيه من تعريف في جميع إتجاهات حياتك . لا تكن جبانا .
وتحرر من قيود الخوف القاتلة لروعة وجودك في الحياة إبدأ الآن إبدأ بنفسك
: وأعلم إنك ستنتصر عليها بإستشعار وجود الرحمن ومراقبته لك في كل لحظة
وثانية ، ولكي لا تهزم وتضعف أمام شهواتك تذكر دائما قوله عز وجل (وهو
معكم أينما كنتم ) سورة الحديد الآيه (4) وقوله عز وجل (إن ربك
لبالمرصاد) سورة الفجر الآيه (14) _كن قويا ثابتا أمام عواصف الحياة ،
واصبر وتذكر دائما (إن الله مع الصابرين ) تذكر دائما أنك لست وحيدا أبدا
وان لك رب في السماء فأجعله رفيقك وماخاب من كان الرحمن رفيقه أبدا توكل
عليه ولاشك أنك منتصرا دوما مادام وكيلك الرحمن . لا تخف من المجهول : لا
تخف من مجهول أبدا فما قدر لا بدمنه فلا تتوقع السوء قبل وقوعه فأنت بهذه
الطريقة تحكم على نفسك بالموت البطيء ،ولم الخوف ؟ وقد أفرغ من كتابة
المقادير منذ أمد بعيد ، وجفت الأقلام ورفعت الصحف . إذا ماقدر لا بد منه
فواجه خوفك بسلاح الإيمان بالقدر خيره وشره ، واعلم أن أمر المؤمن كله
فيه خير له . _واجه واقعك : واجه واقعك ، وليكن شعارك لا خيال والواقع
يتكلم ، كن واقعيا وتقبل واقعك بكل مافيه وحذار أن تلج إلى عالم الوهم
والخيال والعيش في السراب لتبني به قصورا وتشيد مدائن ليس لها وجود أبدا
، فأنت بهذه الطريقة تحكم على مكانتك بالإعدام وعلى قدراتك بالفشل وتهرب
إلى من كان يجب أن تهرب منه ___تذكر أن الحياة كل مافيها ليس حلوا وليس
كل مافيها مرا ، فبين الحلو مر وبين الورود أشواك وبين الجمال قبح ،ليست
فصول السنه كلها ربيعا ففيها صيف حار وشتاء بارد وخريف يساقط أوراق
الأشجار_ولتكن على يقين أن الكمال لله وأن الدنيا دار نقصان وكما قال
المتنبي _ماكل مايتمناه المرء يدركه : تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ،
فكن شجاعا وواجه واقعك ولا ترحل منه مستهويا عالم الخيال أو هاربا من
النقص فيه لتكمله على مسارح الخيال الوهمية ___(للحديث بقيه )
0 التعليقات:
إرسال تعليق