البيضاء نيوز_يوم إستثنائي عاشته منطقة الزاهر وليلة دامية ربما لم
تعهدها منذ عقود كارثة افرزت صدمة لم تستثني أحدا دقائق وأنتهى كل شئ في
قعر بئر مظلمة توشحت برداء الموت
قدر أن تكون النهاية الأليمة بداخلها فقبل لحظات كانت تلك الأجساد
الطاهرة تخوض إختبارا صعبا عنوانه التضحية من أجل الآخرين لعلها أختارت
أسوء الإحتمالات على أن تقف موقف الخائف المتردد
إنها القيم السامية والمثل العظيمة تتجلى في أورع صورها عند خمسة من
شهدائنا (نحسبهم كذلك) يتسابقون نحو الموت إحتراما لداعي الأخلاق والنخوة
ربما همس البعض لو (ولو من عمل الشيطان)تركوا أول ضحية منهم يواجه نهايته
دون نجدته لانحصرت المأساة فيه وهذا التصور غير وارد في قاموس شهدائنا
الذين أثبتوا أنهم أكبر من هذه الأوهام التي لا تراود الإ الجبناء
يا له من خطب جليل أستلهم منه أروع دورس الفداء ولازلت
أتخيل تلك الليلة الأليمة وقد طال بقائها وزاد من وحشتها وقع المعاول
تحفر البيوت السرمدية لتلك الأجساد المنتظرة لمراسم الرحيل الأبدي وزفرات
الأمهات المكلومة بفراق فلذات الاكباد ينكشف الصبح شيئا فشيئا وتتضح معه
حقيقة أنا أفتقدنا ثلة من أفضل شباب المنطقة والقبيلة
لن أنسى ماحييت صاحب الإبتسامة البريئة والدائمة الشهيد أحمد علي أحمد
الحميقاني الذي أتصل بي قبل ثلاثة أيام من رحيلة لأمر ما وكأنه يودعني
لن أنسى صديق الطفولة والدراسة الشهيد أحمدموسى القشوي الحميقاني
ومعهما الشهداء عبدالرب أحمد الحميقاني وعبداللاه محسن الحميقاني ومحمد
سالم عبدالله الحميقاني
لنا أن نبكي أولئك وإن كان لا ينفع البكاء ولهم أن نحمل تلك المبادئ التي
ضحوا من أجلها ونغرسها في الأجيال القادمة
أخيرا وقدعجزت اللسان عن النطق والاصابع عن الكتابة وأختلطت
المشاعربالمآثروالعزيمة بالهزيمة و الإباء مع البكاء وآلت الأحزان إلا
تزور القلوب وتكرس الحسرات
ليس لي في هذه الساعة من ثلث الليل الأخير إلا أن
أسأل الله أن يتغمد شهدائنا برحمته وأن يوسع مدخلهم ويكرم نزلهم وأن يجعل
في قبورهم الضياء والنور إلى يوم البعث والنشور وأن يرحمنا إذا صرنا إلى
ماصاروا إليه وحسبنا الله ونعم الوكيل
الثلاثاء 22/6/2010
سطور في وداع شهداء الزاهر_عبدالرب الحميقاني - البيضــــــاء نيـــــــــوز
http://www.albaidanews.com/news.php?action=view&id=2063
0 التعليقات:
إرسال تعليق